الأخبار الاحدث مقالات

البدانة : جاءت إلى البشرية من الغرب

نحن نواجه تهديداً حقيقياً

بغض النظر عن طبيعة عملنا، يجب علينا أن نتخذ إجراءات فورية تجاه البدانة. البدانة ترتفع باستمرار حول العالم.

تعود أسباب العديد من الأمراض الحديثة مثل مرض السكر واضطرابات القلب ومشاكل التنفس ومشاكل ضغط الدم، والتي نواجهها اليوم إلى العادات الغذائية. حيث تعتبر الأغذية الحاوية على الكائنات المعلة وراثياً والوجبات السريعة عادات غذائية سيئة ومن أكثر العوامل أهمية والتي تسبب ارتفاع البدانة.

حيث أشارت أدلة قوية أن النظام الغذائي ومستوى النشاط ليسا العاملين الوحيدين في هذا الاتجاه – حيث ممكن أن تسبب مواد كيميائية (مواد مسببة للبدانة) تغير استقلاب الانسان وتجعله عرضة لكسب الوزن كما ورد في التقرير الحديث الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة. تركيا الآن أصبحت الأولى أوروبياً والثامنة عالمياً في زيادة البدانة. تركيا الآن هي تعتبر دولة شابة ولكن بعد ثلاثين عاماً متوسط العمر سيزداد وهذا ما سيحرض مشاكل صحية أخرى والني من شأنها أن تثير قضايا اجتماعية واقتصادية ونفسية. إذاً ما هو الحل؟ كيف نستطيع تجنب البدانة؟

الكثير من جماعات العلاج والتمارين لا يزالون يتشبثون بشدة برأي أن التغذية القليلة وعدم ممارسة الرياضة هي الأسباب الوحيدة للسمنة. على أي حال فالباحثون يقومون بتجميع الأدلة المقنعة حول النظام الغذائي المتعلق بـ “المواد كيميائية المسببة للبدانة” والأدوية والمركبات الصناعية والتي ممكن أن تغير عملية الاستقلاب وتجعل الجسم عرضة للبدانة.

لقد قلنا أن السمنة هي مشكلة في حد ذاتها. كما هو موضح باختصار أعلاه، فالوجبات السريعة والعادات السيئة ممكن أن تعتبر عوامل مسببة للبدانة. وعلى أي حال فإن بعض المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع الأغذية هي أيضا ممكن أن تهدد الحياة. حددت مجلة العلوم العديد من المواد الكيميائية التي ممكن أن تسبب السمنة. هذه المواد الكيميائية المسماة “المواد الكيماوية المسببة للسمنة ” والتي تغير العمليات الي يقوم بها الجسم مما يتسبب بالبدانة.

وفيما يلي قائمة مختصرة بالكيماويات المسببة للسمنة:

1- بيسفينول-أ Bisphenol-A (BPA):

موجود في العديد من المنتجات المنزلية الشائعة مثل النظارات و الأقراص المدمجة، بيسفينول-أ موجود أيضا عادة في عبوات الايبوكسي في المعلبات الغذائية المعدنية؛ وعبوات المواد الغذائية البلاستيكية المصنوعة من البولي كربونات، بما في ذلك بعض زجاجات الأطفال والرضع ؛ أدوات مقاومة لحرارة الميكروويف ؛ وأواني الأكل . وبما أن بيسفينول-أ هو مركب غير مستقر، وأيضا محب للدهون فإنه يمكن أن يتسرب إلى المنتجات الغذائية، وخصوصا عند التسخين (  Broton1995 ).

بما أن البيسفينول-أ يمكن أن ينتقل إلى الأغذية، بالتالي يمكنه أن ينتقل إلى الناس بسرعة وهو ما يشكل مصدر قلق خاصة بالنسبة للنساء اللواتي في سن الانجاب وللأطفال الصغار.

فقد أظهرت دراستين تأثير زيادة استهلاك الطعام والشراب المعبأ في مواد تحوي مواد تسبب خلل الغدد الصماء. كلا الدراستين وجدتا ارتفاع مستويات بيسفينول-أ في عينات البول و/أو الدم المأخوذة من الأشخاص الذين زادوا استهلاكهم من الأغذية والمشروبات المعبأة في عبوات تحوي بيسفينول-أ عمداً (Carwile, 2009; Smith, 2009).  وفي دراسة أخرى باتجاه معاكس أثبتت أن التوقف عن تناول الأغذية المعبأة في عبوات تحوي بيسفينول-أ لمدة ثلاثة أيام أدى إلى انخفاض تركيز البيسفينول-أ في البول بنسبة حوالي 65% (Rudel, 2011).

2-الفيثالات Phthalate

الفيثالات هي عبارة عن مجموعة من المواد الكيماوية والتي تستطيع أن تجعل المنتج أكثر ليونة ومرونة. وهي تسمى في بعض الأحيان ملدنات، حيث يوجد أنواع أخرى من الملدنات أيضاً.

تستخدم الفيثالات في مجموعة من المنتجات من ضمنها:

بولي فينيل كلوريد

البلاستيك الطبي

ألعاب الأطفال

مستحضرات التجميل مثل طلاء الاظافر والعطورات.

حيث يمكن أن نتعرض للفيثالات عن طريق استخدام المنتجات التي تحتوي عليها. أي أن الفيثالات يمكنها أن تتسرب من تلك المنتجات.

يمكن أن يتعرض الناس لمستويات عالية من الفيثالات أثناء العلاج الطبي لأن بعض الأنابيب الطبية والأجهزة الأخرى تصنه من بولي فينيل كلوريد. كما يمكن أن يتعرض الأطفال أيضاً للفيثالات عن طريق مص الألعاب المنوعة من البلاستيك الحاوي على الفيثالات. أصدرت وزارة الصحة الكندية عام 1998 تحذيراً مفاده أن الألعاب المصنوعة من مادة داي ايزونويل فيثالات ممكن أن تدخل إلى جسم الأطفال عن طريق الفم.

ولمزيد من المعلومات ممكن قراءة المزيد من المواقع التالية:

، ،

http://www.cancer.ca/en/prevention-and-screening/be-aware/harmful-substances-and-environmental-risks/phthalates/?region=on#ixzz2zmhBkroh
http://www.cancer.ca/en/prevention-and-screening/be-aware/harmful-substances-and-environmental-risks/phthalates/?region=on#ixzz2zmgx6WJa

3-أترازين  Atrazine

ممكن أن يكون عامل مؤثر مهم في وباء البدانة على مستوى العالم. حيث إنه يسبب تدمير وظائف الميتاكوندريا، ويؤثر على إشارات الانسولين ويحفز على مقاومة الانسولين والبدانة خاصة عندما يكون التعرض له مصاحب استهلاك وجبات غذائية ذات مستويات عالية من الدهون. كما أنه يبطء استقلاب هرمونات الغدة الدرقية ويحفز على انتاج الخلايا الدهنية.

4-القصدير العضوي Organotin

المصدر الرئيسي لثلاثي بيوتيل القصدير TBT في البيئة البحرية هو عن طريق استخدامه كمبيد حيوي. حيث يمكن أن يرشح إلى مياه البحر عن طريق هياكل السفن المغطاة بلاء مقاوم لمياه البحر مكون من مادة ثلاثي بيوتيل القصدير، خاصة في المناطق التي فيها نشاط كبير في حركة الملاحة مثل المرافئ والمراسئ ومراكز اصلاح السفن.

على الرغم من أن استخدامها محظور الآن، فمن المرجح أن يستمر دخولها إلى البيئة المائية عبر بلدان أو مناطق غير ممتثلة للحظر، أو من السفن أو المنشآت القديمة أو المهجورة. بالإضافة إلى الرشح المباشر من هياكل السفن ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وغيرها. يمكن لثلاثي بيوتيل القصدير أن يرتبط ببعض العوالق ويرسب في القاع وحسب الظروف ممن أن يتحول إلى ثنائي أو أحادي القصدير وممكن أن تكون هذه الرواسب متاحة للامتصاص من قبل الأسماك والمحار. إن تجنب بولي فينيل كلوريد من شانه أن يساعد على تخفيض كمية القصدير العضوي الموجود في هواء وغبار المنزل.

5-بيرفلوروأوكتانويك أسيد Perfluorooctanoic Asit

ما تزال مادة أخرى مسببة للسمنة شائعة الاستعمال وهي بيرفلوروأوكتانويك أسيد حيث تسبب خلل في الغدد الصماء.

أشارت عالمة الأحياء في معهد علوم الصحة البيئية سوزان فنتون أنه إلى حد كبير الجميع في الولايات المتحدة توجد في دمائهم ملدة بيرفلوروأوكتانويك أسيد ، ولدى الأطفال توجد مستويات أعلى من البالغين، وربما يعود ذلك إلى عاداتهم حيث يزحفون على السجاد، وعلى الأثاث ويضعون أي شيء في أفواههم في كثير من الأحيان.

بيرفلوروأوكتانويك أسيد عبارة عن مادة مخفضة للتوتر السطحي تستخدم من أجل تقليل الاحتكاك كما تستخدم في أواني الطبخ التي لا تلصق والملابس الواقية من المطر وغيرها…

يسبب بيرفلوروأوكتانويك أسيد السمنة في المراحل المتقدمة من العمر. كما أنه يؤثر على الغدة الدرقية والتي تعتبر منظمات هامة للهرمونات التي تتحكم بالوزن.

6-فورمالدهيد Formaldehide

فورمالدهيد هو مادة كيميائية عديمة اللون قابلة للاشتعال ذات رائحة قوية تستخدم في مواد البناء وفي انتاج العديد من المواد المنزلية. كما تستخدم في منتجات الخشب المضغوط مثل اللوحات المصنوعة من رقائق الخشب والخشب الرقائقي واللوح الليفي والغراء والمواد اللاصقة وغيرها…. بالإضافة لذلك فإن الفورمالدهيد شائع الاستخدام في المضادات الفطرية الصناعية ومبيدات الجراثيم ومطهر وكمادة حافظة تستخدم في مخابر حفظ الجثث والطب. ينتج الفورمالدهيد بشكل طبيعي في البيئة حيث ينتج بكميات قليلة عن طريق معظم الكائنات الحية كجزء من عمليات الاستقلاب الطبيعية.

عند تواجد الفورمالدهيد في الهواء بمستويات تتجاوز 0.1 جزء في المليون فمن الممكن أن تتسبب ببعض الأعراض الجانبية لبعض الأشخاص مثل دمع العيون، أو حرقة في العيون والأنف والحلق، والسعال، وصعوبة التنفس والغثيان وتهيج الجلد. بعض الناس شديدو الحساسية تجاه الفورمالدهيد بينما الآخرون لا يعانون من مشاكل عند نفس مستوى التعرض.

على الرغم من أن الآثار الصحية قصيرة الأجل لتعرض للفورمالدهيد معروفة بشكل جيد، فإن الآثار الصحية طويلة الأجل ليست معروفة جيداً. ففي عام 1980 أظهرت دراسة مخبرية أن التعرض للفورمالدهيد ممكن أن يسبب سرطان حاد عند الفئران. وهذا الاكتشاف أدى إلى التساؤل فيما إذا كان الفورمالدهيد ممكن أن يسبب السرطان للإنسان أيضاً. في عام 1987 صنفت وكالة الحماية البيئية الأمريكية الفورمالدهيد كمادة ممكن أن تسبب السرطان للإنسان تحت ظروف عادة لا تكون عالية الجرعة أو طويلة المدة. ومن ذلك الوقت فالعديد من الدراسات على الإنسان أشارت أن التعرض للفورمالدهيد يتصاحب بأنواع معينة من السرطانات. كما صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الفورمالدهيد كمادة مسرطنة للإنسان. وفي عام 2011 برنامج السمية الوطني وهو عبارة عن برنامج مشترك بين الوكالات لقسم الصحة وخدمات الإنسان، عرفت الفورمالدهيد كمادة مسببة للسرطان للإنسان في تقريره الثاني عشر على المواد المسرطنة.

الحل لسؤالنا الوارد أعلاه وهو كيف يمكننا أن نتجنب البدانة؟ هو أنه يجب إيقاظ المجتمع، يجب على الناس أن يكونوا واعين حول ماذا يستهلكون وكيف يستهلكون. وبعبارة أخرى فإن أسلوب الحياة الحلال الطيبة هو الحل

كيف نتجنب الكيماويات المسببة للسمنة

  • استهلاك الغذاء الحلال الطيب.
  • شراء السمك البري وليس سمك المزارع.
  • وضع فلتر كربوني على صنبور المياه لفلترة الكيماويات مثل الأترازين
  • استخدام زجاجات المياة المصنوعة من الالمنيوم أو الخالية من البيسفينول-أ
  • تجنب استخدام البلاستيك ذو الأرقام 3 أو 7 والذي من الممكن ان يرشح منه البيسفينول-أ. واستخدم بدل منه الباستيك ذو الأرقام 1 أو 2 أو 4 أو 5 والتي عادة لا تحوي على البيسفينول-أ
  • حافظ على عبوات المياه باردة حيث أن درجات الحرارة الدافئة ممكن أن تزيد معدل رشح البيسفينول-أ، ولا تستخدم أبداً البلاستيك المخصص للميكروويف.
  • كل أقل ما يمكن من الأغذية المعلبة. واختر بدلاً منها المجمدة أو الطازجة. كما يمكن أن توجد التونا في أكياس والتي لا تحوي على البيسفينول-أ.
  • تخلص من الأواني الغير قابلة للالتصاق إذا كان ممكناً. وإذا كنت مضطراً لاستخدام أواني التيفال فيجب عدم استخدم أدوات ممكن أن تسبب خدش لطبقة التيفال والتي تسبب تحرر الكيماويات.
  • شراء اللحوم مباشرة من الجزاء واطلب أن يلفه بورق بني.
  • لا تستخدم معطرات الجو، افتح النوافذ وضع مزهرية من اللافندر المجفف بدلاً منه.