الأخبار عام

الماء هو ذاكرة الحياة – الماء هو الحياة!

د. حسين كامي بويوكؤزر

لا يمكن الحياة بدون الماء. الماء هو أحد العناصر الأساسية التي تسمح لجميع الكائنات الحية بالبقاء لاستمرار حياتها. الماء هو أحد العناصر الأربعة (الهواء والماء والتراب والنار) التي تسمى” العناصر الأربعة“. الماء هو الحياة نفسها. الماء الذي يصبغ السماء بسبعة ألوان كأنها لوحة رائعة، يتحول إلى مطر ويمنح الحياة لجميع الكائنات الحية بوجوده. الماء الذي يمكن أن يتواجد في ثلاث حالات له خصائصه الخاصة التي جعلت دورة الماء وبالتالي الحياة الحية ممكنة. الماء مادة عديمة اللون والرائحة لا يمكن الإمساك بها ولا شكل لها. ولكن الماء الموجود في التربة والهواء الذي نتنفسه هو مصدر لا يمكن لأي مادة طبيعية أو اصطناعية أن تحل محله.

الماء الذي يمنح السكينة بصوته والطاقة بقوته كان منذ قديم الناس وحتى يومنا هذا أحد أقدم الاحتياجات للبشر من أجل الشرب وإنتاج الغذاء والحياة الصحية. التربة التي التقت بالماء قدمت كرمها للبشرية وسمحت بزراعة أنواع مختلفة من الفاكهة والخضروات بإذن الله.

لم تتطور أجيال البشر فحسب بل تطورت الحضارات أيضًا بفضل الماء. تكتب صفحات دفتر بإسم التاريخ أن الماء لعب دورًا مهمًا في تأسيس الحضارات وتطورها وحتى في زوالها في بعض الأحيان وأن معظم الحضارات تأسست في الأماكن التي توجد فيها مصادر المياه.

الماء له قيمة كبيرة في مجتمعنا وثقافتنا. كبار السن الذين يُقدم لهم الماء يردون بأجمل طريقة بعبارة ” كن عزيزا كالماء”.

لقد عرفنا الماء دائمًا بأنه عزيز، وتعلمنا التوازن الإلهي بين الماء والحياة “وأن نكون متواضعين بنفس الدرجة أمام قطرة ماء واحدة وأمام بحر من الماء”.

إن التحكم في الماء وتخزينه في الصهاريج والينابيع وحتى استخدامه في علاج المرضى هو أهم دليل على مدى قديم ثقافتنا المائية. أليس هناك حكمة في قراءة آيات العلاج والضرورة ونفخها على الماء الذي نشربه من أجل حاجتنا أو مشكلتنا؟

أريد أن أروي حادثة تستند إليها وجهة نظر طبية تربط السبب الأهم لجميع الأمراض بجفاف الجسم وتفترض أنه من الممكن الوقاية من جميع الأمراض تقريبًا من خلال الاستهلاك الصحيح للماء. وقد أطلق على كتابه الذي كتب عن هذا الموضوع عنوان ”لست مريضًا أنت عطشان“. كان هذا الطبيب قد سُجن في فترة الاضطرابات السياسية التي عاشها وفي أيامه الأولى في السجن، أعطى كوبين من الماء إلى سجين يعاني من آلام قرحة شديدة لأن المستوصف في السجن لم يكن به أي أدوية. تلاشى الألم في غضون 8 دقائق. بعد ذلك استمر المريض في شرب زجاجة صغيرة أو كوبين كبيرين من الماء كل 3 ساعات. وبإذن الله لم يعاني المريض من آلام في المعدة لسنوات.

عالج الطبيب بعد أول مريض أكثر من 3000 سجين مصاب بالقرحة بالماء فقط حتى خروجه من السجن في عام 1982 وأعادهم إلى صحتهم. بعد عام من دخوله السجن، عندما مثل أمام القاضي في أول جلسة محاكمة أخبره أنه توصل إلى اكتشاف مهم جدًا لصحة الإنسان وأنه كتب مقالًا عن هذا الاكتشاف لنشره في المجلات الطبية الإيرانية والغربية. أراد أن يسلم هذه المقالة إليه قبل إعدامه. تأثر القاضي وخفف عقوبته إلى ثلاث سنوات. وفي الأشهر التالية قرر الإفراج المبكر عنه. لكن الطبيب لم يقبل عرض الإفراج المبكر حتى يكمل أبحاثه. حصل على إذن بالبقاء في السجن لبضعة أشهر إضافية وواصل عمله وأكمل مقالته.