الأخبار

الخبز.. بسيط لكنه في غاية الأهمية!

د. حسين كامي بيوكأوزر

بصفتها من المتابعين لـ TUSAF، فإن GİMDES لا تكتفي بالمساهمة في أمننا الغذائي الوطني فحسب، بل تقف أيضًا إلى جانب هذه المؤسسات الصناعية الكبرى التي تدعم سلاسل التوريد الشاملة، وهو أمر نعدّه مصدر فخر واعتزاز.

الخبز، وإن بدا بسيطًا، إلا أنه جزء أساسي وحيوي من قوتنا اليومي. ففي تركيا يُنتَج يوميًّا نحو 25 ألف طن من الخبز، أي ما يقارب 9,2 مليون طن سنويًّا. ويُقدَّر هذا بما يقارب 101 مليون رغيف يوميًّا، أي حوالي 37 مليار رغيف في السنة.

هذا الانتظام في الإنتاج على هذا المستوى الضخم والموثوقية العالية يُعَدّ أمرًا استثنائيًّا، خصوصًا في عالم عانت فيه البشرية من أزمات غذائية طالما أدّت إلى ثورات واضطرابات. ورغم الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية في بلدنا، لم يشهد وطننا أي أزمة كارثية في الخبز.

إن ما يقف وراء هذا النجاح لا يقتصر على الآلة أو الاقتصاد فحسب، بل هو أيضًا مسألة أخلاقية والتزامية. فالكثير من المخابز تحمل شهادة الحلال التي تعكس احترامًا عميقًا لاحتياجات مجتمعاتنا الغذائية، وتُظهِر الدور المحوري الذي تلعبه ضمانة الحلال في صناعة الغذاء الحديثة.

أهمية عامل “الحلال والطيب” في إنتاج الخبز

قد يبدو الخبز للوهلة الأولى منتجًا بسيطًا لا يحتاج إلى تدقيق في الحلال، لكن صناعة المخبوزات التجارية الحديثة كشفت عن تعقيدات متعددة: من الإنزيمات والمستحلبات ومحسّنات العجين، إلى الملوّنات والطلاءات التي قد تكون مشتقّة من مصادر حيوانية أو كحولية. بل إن بعض المواد مثل L-سيستئين المستخرج من شعر الإنسان أو مواد التزييت المأخوذة من الدهون الحيوانية، تثير قلقًا كبيرًا لدى المستهلكين.

إن رسالة GİMDES تتمثّل في تتبّع مصادر هذه المكوّنات وطرق إنتاجها، وتقديم الوضوح والشفافية، وبذلك تمنح الثقة لكلٍّ من القطاع والمستهلك. كما تضمن خدماتنا الرقابية أن تلتزم المخابز ليس فقط بمعايير السلامة الغذائية والنظافة، بل أيضًا بمتطلبات إنتاج الغذاء الحلال.

واليوم، تقوم GİMDES بمنح شهادات الحلال لما يقارب 350 مؤسسة تشمل المخابز، مطاحن الدقيق، شركات إنتاج الزيوت النباتية والدهون، مورّدي المواد الخام، ومصانع الحلويات والوجبات الخفيفة. وتلعب هذه المؤسسات جميعها دورًا حيويًّا في ضمان سلسلة ثقة متواصلة من اختيار المواد الخام إلى وصول المنتج النهائي إلى رفوف المتاجر.

وبالنظر إلى أنّ المستهلكين المستهدفين في هذا القطاع هم في الغالب من المسلمين، فإن الالتزام الصارم بقواعد وشروط الحلال والطيب لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة.

مسؤولية المستهلك المسلم

يبقى العامل الحاسم في هذا المجال هو وعي المستهلك المسلم بحقوقه، إذ إن إيمانه يفرض عليه أن يلتزم في استهلاكه بمعايير الحلال والطيب. ومن هنا فإن الدفاع عن هذا الحق الشرعي والأخلاقي أمر لا بد منه، حفاظًا على صحته ودينه، وضمانًا لاستمرار مسيرة الإنتاج النظيف والآمن.