الاحدث مقالات

ماذا يجب علينا أن نشرب؟؟؟

الدكتور مصطفى نوتكو

عندما تكون جالساً في القهوة، يأتيك النادل ليسألك عن المشروب الذي تريده، وأنت تخبره بدورك عن المشروب الذي تفضله.
في الحقيقة الحياة هي عبارة عن مجموعة من التفضيلات.
أذكر أني رأيت في محل يبيع الشارات مكتوب على إحداها مثل غربي شهير (أكبر قوة للشخص هي قوة الاختيار) مع أنها قوة مجازية.
الذكر المعروف (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) يوضح نفس المفهوم.
يملك الإنسان تريليونات من الخلايا حيث تقوم بآلاف التفاعلات الحيوية في كل ثانية وليس لديه تحكم في أي منها. القلب يضخ الدم بشكل مستمر دون توقف ، والدم يسري في الجسم دون انقطاع ، والكبد يعمل بما يعادل استطاعة 400 مصنع كيميائي، والكلى تفلتر الفضلات ، والأجزاء الأخرى من الجسم تعمل حسب الوظيفة التي خلقت من أجلها.
إذاً هل يمكننا أن نقول أن العمليات والأوامر التي تحدث تتم عن طريق قوه الخاصة؟!
لا يوجد أي انسان يملك القدرة أو القوة على القيام بأي عمل إلا بعون من الله تعالى القوي القادر، فمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله يعني نفي قدرة أي مخلوق على القيام بأي شيء ونسب القرة الحقيقية لله تعالى.
وبما أن الله هو الفاعل الحقيقي، فإنه يمتحن الإنسان ويعطيه حق الاختيار أو التفضيل.
لهذا يجب أن نلفت النظر إلى أننا يجب علينا أن نختار الأشربة الحلال. خاصة أن الجو أصبح حاراً بسبب قدوم فصل الصيف، وسيصادف شهر رمضان هذا العام أطول أيام السنة.
المشروب الأفضل هو الماء، الحليب، واللبن الرائب، وشراب الليمون (الذي يصنع في البيت وليس الصناعي)، الشاي والقهوة وعصير الفاكهة المنزلي، والمركزات والمياه المعدنية الغازية هي المشروبات الأكثر شهرة في مجتمعنا ، ولكن بسبب التطور الصناعي فقد دخلت منتجاتنا منتجات جدية على ثقافتنا من مصادر مختلفة. وإنها مسؤوليتنا أن نسأل عن مكونات أي مشروب غير معروف وأن نكون واثقين أنه حلال قبل ان نشربه.
في هذا الصدد دعونا ننظر إلى المشروبات الغازية، هذه المشروبات عادة ما تحتوي نكهات مختلفة، ومواد النكهة تعتبر مريبة من وجهة نظر الحلال كون الكثير من مواد النكهة يتم إذابتها في الكحول الايثيلي.
هناك مذيبات أخرى يمكن الاستعاضة عنها بدلاً من الكحول الايثيلي مثل بروبيلين جليكول، لكن هناك بعض المنتجين المسلمين ليسوا مهتمين بهذا الامر بشكل كاف. وبعض من يسمون أنفسهم بالعلماء يعطون فتاوى تسمح بتناول الكحول.
وهذا يعني أن مواد النكهة التي تصنع بوجود الكحول تعتبر نقطة حرجة، وعلى المسلمين تجنب شرب المشروبات الحاوية على النكهات.
من وجهة نظر تسويقية ، الشركات متعدة الجنسيت تحارب بشكل دائم المشروبات التقليدية، وتحاول فرض منتجاتها عن طريق إعطاء الرسائل مثل (يمكنك أن تكون سعيداً) أو (يمكنك أن تروي عطشك فقط إذا شرب هذا المشروب) أو (ستنال احترام الآخرين إذا شربته) . يريدون منا أن نعتقد أنهم هم من سيجلب السعادة لحياتنا. حتى في رمضان فإنهم يقدمون في إعلاناتهم أنك إذا شربت منتجاتهم فستكون بسعادة أكبر.

على أي حال فقد أثبتت مشروباتنا الشعبية لقرون عدة أنها آمنة وصحية. فلننظر للبن الرائب على سبيل المثال الذي شربه أجدادنا وأسلافهم لعقود طويلة ، فهو مشروب صحي ومغذي.
هناك قول سائد أنه لا يمكننا أن نكون حريصين هذه الأيام. بعض الجشعين يقومون بخلط اللبن الرائب مع البيكربونات مما يعطيه حجماً أكبر ويجعله ذو قوام كريمي. الآن تقوم المطاعم بشكل متزايد باستخدام هذا الأسلوب من أجل أن تربح المزي من النقود.
بعض الجشعين يجمعون اللبن الحامض الذي لم يتمكن بيعه من المتاجر ويضيفون له القليل من عصير الليمون ثم يبيعونه كعيران ليموناده وفي هذا خداع كبير.
هؤلاء الناس يظنون أنهم يخدعون الآخرين، ولكنهم في الآخرة سيكتشفون أنهم قد خدعوا أنفسهم.